الحاضرة / القصة ليست ببعيدة حتى تُضلل الحقائق. في عام 2018، ترشح الدكتور علي فرحان الدليمي للانتخابات البرلمانية عن محافظة الأنبار ضمن قائمة "الأنبار هويتنا"، وحصل على 9826 صوتًا، هنا، قرر أبو زيدون التنازل عن مقعده النيابي ليصبح محافظ الأنبار، وبدأت قصة طويلة مع محافظة منهكة، دور مهدمة، وأحياء ممسوحة بالكامل . شوارع محفورة، جسور منهارة، ومناطق مفصولة عن بعضها البعض.
أخذ أبو زيدون على
عاتقه أن يعمل بلا فريق، متكئًا على قراراته وقلمه وحده. بدأ بإعمار المباني الأساسية
في المحافظة، وترميم المديريات الخدمية، الأمنية، والصحية، مع إعطاء أولوية لقطاعي
الصحة والتربية. قام بإعادة تأهيل الشوارع المدمرة، لكنه واجه تحديات كبيرة، أبرزها
تفرد الحلبوسي بالقرارات وفرض مزاجه على سير العمل.
لم تكن تلك التحديات
الوحيدة، فقد كان عليه أيضًا التعامل مع ملف عودة النازحين، التدقيق الأمني، وتوفير
المساعدات والدعم اللوجستي. ورغم كل ذلك، استطاع أبو زيدون أن يصل إلى مرحلة متقدمة
في إعادة الإعمار.
في عام 2021، عاد
أبو زيدون ليترشح مجددًا للانتخابات البرلمانية ضمن قائمة "الأنبار هويتنا"،
وحصل على 22492 صوتًا، ما يعادل رقم مهم من مجموع أصوات الناخبين. بعد فوزه، قرر مرة
أخرى التنازل عن مقعده النيابي ليواصل مهمته كمحافظ للأنبار، عازمًا على الوفاء بوعوده
لأهله.
إنجازاته خلال فترة
عمله:
إعادة تأهيل الشوارع
والمجاري في جميع أنحاء المحافظة.
بناء المدارس المهدمة
وترميم المدارس المتضررة.
إنشاء مديريات الصحة،
المراكز الصحية، والمستشفيات، وتجهيزها بالمعدات الطبية الحديثة.
إعادة بناء الجسور
الحيوية التي تربط المناطق ببعضها.
عودة كافة النازحين
إلى مناطقهم، وإغلاق جميع المخيمات.
بناء المديريات الأمنية
وتفعيل تشكيلاتها وأقسامها.
تطوير مديريات الكهرباء
وشبكاتها وتجديدها بالكامل.
إعادة إعمار جامعة
الأنبار وجميع كلياتها وأقسامها.
إنشاء محطات الماء
وإعادة تأهيل أنابيب الضخ.
بناء مديريات البلديات
وأقسامها.
بناء محاكم الأنبار
وتطوير مرافقها.
إنشاء الأبنية الدينية،
بما فيها الجوامع، القاعات، ومديريات المناسبات الدينية.
تطوير مديريات الزراعة
وأقسامها.
رغم هذه الإنجازات
الكبيرة، واجه أبو زيدون ضغوطًا كبيرة، إذ صرح في أحد اللقاءات: "نفذ ثم ناقش
عند الحلبوسي، نفذ ولا تناقش". كانت هذه الضغوط والتدخلات أبرز التحديات التي
واجهها، لكنه استمر في أداء واجبه بكل إصرار.
في انتخابات مجالس
المحافظات عام 2023، حصل أبو زيدون على 16414 صوتًا، لكنه كان يشعر بالغدر الذي كان
يُحاك ضده. تحقق هذا الشعور عندما تم عزله من منصب المحافظ، لتنتهي القصة برجل الإعمار
والازدهار الذي ساهم في إنعاش حتى النسيج المجتمعي، ولكن تم الزج به في السجن ظلمًا .
ظلموه بقضية المستشارين .
وقضية تكرار المستفيدين
من قطع الأراضي في ناحية الوفاء، حيث تم رفع محضر من الناحية إلى البلدية لتدقيقه،
قبل إرساله للمحافظ للمصادقة الشكلية. ومع أن القانون يحمل مدير البلدية المسؤولية،
فإن الهدف كان إنهاء مستقبل أبو زيدون السياسي الذي شكل خطرًا على خصومه.
رغم الظلم والغدر،
يبقى أبو زيدون رمزًا للإعمار والإصرار. لن تستطيع الجيوش الإلكترونية تشويه تاريخه
الحافل بالإنجازات. سيعود يومًا بين أهله ومحبيه، شامخًا وقاهرًا لمن غدر به.
سيعود حقك ذات يوم يا أبا زيدون.
#رجل_الأعمار
ما هو تقيمك للخبر :